حديث النزول وقول العلماء فيه
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث{ ينزل ربنا كل ليله الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر}قال الأمام الحافظ* المفسر محمد بن إبراهيم الشهير ببدر الدين بن جماعة المتوفى سنة 727هجري في كتابه ((إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل)) عند شرحه لحديث
((ينزل ربنا كل ليله الى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر))
قال {إعلم أن النزول الذي هو ألإنتقال من علو إلى سفل لا يجوز حمل الحديث عليه لوجوه:-
الأول: النزول من صفات الأجسام والمحدثات ويحتاج إلى ثلاثة أجسام : منتَقل ومنتَقَل عنه ومنتَقَل اليه وذلك على الله محال.
والثاني:لو كان النزول لذاته حقيقة لتجددت له في كل يوم وليلة حركات عديدة تستوعب الليل كله
وتنقلات كثيرة لأن ثلث الليل يتجدد على أهل الأرض مع اللحظات شيئاً فشيئاً ، فيلزم انتقاله في السماء الدنيا ليلاً ونهاراً من قوم الى قوم ،وعودة الى العرش في كل لحظة على قولهم ، ونزوله فيها الى السماء الدنيا، ولا يقول ذلك ذو لب وتحصيل
والثالث: أن القائل بأنه فوق العرش ،وأنه ملأه كيف تسعه سماء الدنيا، وهي بالنسبة الى العرش كحلقة في فلاة، فيلزم عليه أحد أمرين: (إما اتساع سماءالدنيا كل ساعة حتى تسعه، أو تضاؤل الذات المقدس عن ذلك حتى تسعه ،ونحن نقطع بانتفاء الأمرين)
ولقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري وابن فورك في مشكل الحديث إن بعض المشايخ ضبطه بضم الياء وكسر الزاي في <يُنزِل> على حذف المفعول أي نزول المَلَك بأمر الله ولقد قال الحافظ العراقي في ألفيته((وخير ما فسرته بالوارد)) ،فالمعنى أن الله يأمر مَلَكاً بالنزول الى السماء الدنيا فينادي ، فقد روى النسائي في الكبرى وعمل اليوم والليلة عن سيدنا أبي هريرة وأبي سعيد قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر منادياً ينادي يقول{هل من داع فيستجاب له} فاشدد يدك على اعتقاد أهل الحق ، وتجنب زيغ أعمى البصيرة ومن اضله الله من المشبة والمجسمة