تاااااااااااااااااااااااابع
ان يكون الترك خشية تغير قلوب بعض الصحابة قال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها (لولا ان قومك حديثوا عهد بجاهلية لامرت بالبيت فهدم فادخلت فيه ما اخرج منه والزمه بالارض وجعلت له بابين بابا شرقا وبابا غربا فبلغت به اساس ابراهيم عليه السلام)مسلم ,النسائي واحمد وغيرهم
الترك وحده ان لم يصاحبه نص على ان المتروك محظور لا يكون حجة قي ذلك بل غايته ان يفيد ان ترك الشىء (الفعل)مشروع. وهذه قاعدة في الاصول وادلتها:
1-ان الذي يد ل على التحريم ثلاثةاشياء :
ا-النهي نحو (ولا تقريوا الزنا ) الاسراء 32 (ولا تاكلوا اموالكم بينكم بالباطل)البقرة188
ب- التحريم نحو(حرمت عليكم الميتة)المائدة
3
ج- ذم الفعل والتوعد عليه بالعقاب وما فيه لعن وغضب..والترك ليس واحدا منها.
2-ان الله تعالى قال(وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)الحشر7
ولم يقل ما تركه فانتهوا عنه فالترك لا يفيد التحريم.
3-قال النبي صلى الله عليه وسلم(وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه)البخاري ومسلم واحمدوغيرهم.ولم يقل ما تركته فاجتنبوه فكيف دل الترك على التحريم؟؟
4-الاصوليون عرفوا السنة بانها قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله وتقريره ولم يقولوا وتركه ,لانه ليس بدليل.
5-سبق ان ذكرت احتمالا الترك غير التحريم والقاعدة الاصولية (ان ما دخله الاحتمال سقط به الاستدلال).
6-ان الترك ا صل لانه عدم فعل فالعدم اصل والفعل طارىءوالاصل لا يدل على شىء لغة ولا شرعا فلا يقتضي الترك تحريما (كتاب اتقان الصنعة للغماري ومعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل جميع المندوبات المباحات لانها كثيرة لا يستطيع بشر ان يستوعبها ولاشتغاله بمهام اعظم استغرقت معظم وقته.بل ان ترك المندوبات عمدا مخافة ان تفرض على الامة او يشق عليهم اذا فعلها وهذه سيدتنا عائشة تخبرنا بذلك فتقول( ان الرسول صلى الله عليه وسلم يترك العمل وفعله احب اليه ان يستن به الناس فيفرض عليهم وكان يحب ما خفف عليهم)البخاري
وفي باب (يسروا ولا تعسروا)في البخاري قال(وكان يحب ان يخفف على الناس وييسر عليهم)وهذا المعنى موجود في كثير من المواضع في السواك وفي تاخير صلاة العشاء الى ثلث الليل( لولا ان اشق على امتي....) .ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال موضحا لنا هذا الاشكال(ما احل الله في كتابه فهو حلال وما حرم الله فهو حرام,وما سكت عنه فهو عفو,فاقبلوا من الله عافيته,فان الله لم يكن لينسى شيئا ثم تلا(وما كان ربك نسيا)وقال (اذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم واذا نهيتكم عن امر فاجتنبوه)البخاري ومسلم ولم يقل اذاتركت شيئا فاجتبوه.
اذا ليس كل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم خارجا عن السنة بل ان الحوافز القولية الكثيرة لعمل الخير والترغيبات القوليه بالفضائل العامة والخاصة هي ايضا من السنة كما ان التقريرات الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يحدث من الخيرمما لا يخالف المشروع هي سنة ايضا بل هي طريقه الرسول وسنته التي حث على اتباعهاوالتمسك بها.
ان ما يحدث يجب عرضه على قواعد الشرعية ونصوصهاا فما شهدت له الشريعة بالحسن فهو حسن مقبول وما شهدت له بالمخالفة والقبح فهو مردود وهو البدعة المذمومة وقد يسمون الاول بدعة حسنة من حيث اعتباره محدثا والا فهو في الواقع ليس ببدعة شرعية بل هو سنة مستنبطة ما دامت شواهد الشريعة تشهد لها بالقبول.وقد سماها بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال(من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها بعده من غير ان ينقص من اجورهم شىء ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير ان ينقص من اوزارهم شىء)مسلم والنسائي واحمد والترمذي وابن ماجة.قال الامام النووي في هذا الحديث حث على الابتداء بالخيرات وسن السنن الحسنات والتحذير من الاباطيل والمستقبحات.
وفي هذا الحديث تخصيص قوله صلى الله عليه وسلم(كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وان المراد به المحدثات الباطلة والبدع المذمومة.
فمن سن سنة حسنة مستدا في ابتداعها الىدلائل الشرع كان له اجرها ومن انشا سنة سيئة مستندا في ابتداعها الى ما تنكره الشريعة كان عليه اثمها واثم من عمل بها.
اورد بعض الصور من عمل الصحابة في عهد النبوة واتيانهم بما لم يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله او يقوله واقراره صلى الله عليه وسلم على افعالهم .
1-عن عبد الرحمن بن ابي ليلى قال);كان الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا جاء الرجل وقد فاته شىء من الصلاة اشار اليه الناس فصلى ما فاته ثم دخل في الصلاة,ثم جاء يوما معاذ بن جبل فاشاروا اليه فدخل ولم ينظر ما قالوا فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم ذكروا له ذلك فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم(سن لكم معاذ) الطبراني وفي رواية معاذ(انه قد سن لكم معاذ فهكذا فاصنعوا) الامام احمد وصححه ابن دقيق العيد وان حزم
2-عن ابي هريرة رضي الله عنه قالكخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا الناس يصلون في ناحية المسجد فقال ( ما هؤلاء ؟) فقيل اناس ليس معهم قران وابي ابن كعب يصلي بهم وهم يصلون بصلاتةفقال (اصابوا)اوقال (نعم ما صنعوا)ابو داود وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي
3-عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:خرج رجلان في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء فتيمما صعيدا طيبا وصليا ثم وجد الماء في الوقت فاعاد احدهما وام يعد الاخر ثم اتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا له ذلك فقال للذي لم يعد(اصبت السنة وأجزاتك صلاتك) وقال للذي اعاد(لك الاجر مرتين)ابو داود والدرامي والنسائي
تابعوا معى بارك الله بكم